«فؤاد»: المشاركة المجتمعية الحقيقية ضرورة لبيئة صحية.. و«مصر خضراء» بأيدي أبنائها
«عدلي»: الأيام البيئية فرصة لتوحيد الجهود محلياً وإقليمياً.. ومسابقة كل عام لدفع العمل البيئي

تحت شعار «الترابط بين المياه والغذاء والطاقة والنظم البيئية.. أسس التنمية المستدامة»، نظم المكتب العربي للشباب والبيئة، برئاسة الدكتور عماد الدين عدلي، احتفالية يوم البيئة الوطني لعام 2025، تحت رعاية وبحضور الدكتورة ياسمين فؤاد، والدكتور علي أبو سنة، الرئيس التنفيذي لجهاز شؤون البيئة، والدكتورة منى عصام، مساعد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي لشؤون التنمية المستدامة، وعدد من خبراء العمل البيئي والتنمية المستدامة وممثلي الجمعيات الأهلية والشباب والإعلاميين.
جاء الاحتفال بيوم البيئة الوطني، الذي تنظمه جمعية المكتب العربي للشباب والبيئة يوم 27 يناير من كل عام، في ذكرى ميلاد أول قانون لحماية البيئة في مصر، وهو القانون رقم 4 لسنة 1994، في إطار الجهود الوطنية لتعزيز الوعي البيئي، وتحفيز التعاون بين مختلف فئات المجتمع، من أجل تحقيق التوازن بين متطلبات التنمية وحماية الموارد الطبيعية.
استهلت وزيرة البيئة كلمتها، خلال الاحتفالية، بتوجيه الشكر إلى الدكتور عماد عدلي، رئيس المكتب العربي للشباب والبيئة، مشيرةً إلى أن المكتب العربي هو صاحب مبادرة الاحتفال بيوم البيئة الوطني منذ عام 1997، وأضافت أن وزارة البيئة تبنت الفكرة وقدمتها إلى مجلس الوزراء، الذي وافق على اعتبارها مناسبة رسمية، اعتباراً من عام 2020، وأشادت باهتمام القيادة السياسية، ممثلة في الرئيس عبدالفتاح السيسي، بملف البيئة، ووضعه في قلب عملية التنمية، كما لفتت إلى أن مجلس الوزراء، برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، وضع الملف البيئي ضمن محور الأمن القومي المصري، نظراً لأهمية هذه القضية.
وتطرقت الوزيرة إلى شعار الاحتفالية، الخاص بالترابط بين قطاعات المياه والغذاء والطاقة والنظم البيئية، مشيرةً إلى أن جميعها تصب في تحقيق الأمن الغذائي المصري، وقالت إنه يتم تنفيذ الربط بين هذه القطاعات من خلال الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ، وخطة المساهمات الوطنية، وأضافت أن قطاع الطاقة يعد أحد القطاعات الربحية، على خلاف قطاعي الزراعة والمياه، حيث يعانيان من تأثر تغير المناخ، وهما الأقل حظاً في الحصول على التمويل ودمج القطاع الخاص بهما، وأكدت أن الدولة المصرية لديها الإرادة والنية للعمل على هذه القطاعات، لضمان الموارد الطبيعية للأجيال الحالية القادمة.
وأشارت «فؤاد» إلى أنه يجري العمل مع أحد البنوك الوطنية لإنشاء «صندوق الطبيعة»، للترويج للمحميات، ودعت إلى دراسة إنشاء صندوق مماثل، يضم قطاعات الطاقة والمياه والزراعة، كما أكدت أنه بدون المشاركة المجتمعية الحقيقية، سواء الإعلام أو المجتمع المدني أو الخبراء وغيرهم، لن يكون هناك بيئة آمنة صحية ومستقرة، وأوضحت أن شعار «مصر خضراء مستدامة» ستكون بأيدي أبنائها، خاصةً المرأة.
من جانبه، وجه الدكتور عماد عدلي الشكر إلى وزيرة البيئة على رعايتها المستمرة لاحتفالية يوم البيئة الوطني، مشيراً إلى أنها لعبت دوراً مهماً في ترسيخ هذا اليوم، ووضعه على قائمة المناسبات الرسمية لجمهورية مصر العربية، وأضاف أن الاحتفال بأيام البيئة، سواء يوم البيئة الوطني في 27 يناير، أو يوم البيئة العربي في 14 أكتوبر، أو يوم البيئة العالمي يوم 5 يونيو، تمثل فرصة لتوحيد ودفع جهود العمل البيئي محلياً وإقليمياً ودولياً، مشيراً إلى أنه سيتم تنظيم مسابقة سنوية لمختلف الفئات من شركاء العمل البيئي، من قبل المكتب العربي للشباب والبيئة، بحيث يتم الإعلان عن موضوع المسابقة في إطار يوم البيئة العالمي، على أن يتم تكريم الفائزين في احتفالية يوم البيئة الوطني.
تضمنت الفعاليات تنظيم حلقة نقاشية وحوارية، حول الترابط بين المياه والغذاء والطاقة والنظم البيئة كأساس للتنمية المستدامة، جمعت خبراء البيئة والتنمية المستدامة مع الشباب وممثلي الجمعيات الأهلية، لتبادل الأفكار وبحث الحلول المبتكرة، وبعدها قامت الدكتورة ياسمين فؤاد، والدكتور عماد عدلي بتوزيع الجوائز على الفائزين في مسابقة هذا العام، والتي شملت 3 فئات من شركاء العمل البيئي، الإعلاميين والجمعيات والشباب.
ففي فئة الإعلاميين، فازت شيرين سامي، الصحفية في «العالم اليوم» بالمركز الأول، عن ملف صحفي متكامل يبرز أهمية تكامل المياه والطاقة والغذاء لحل التحديات البيئية، بينما فازت هند سعيد، الصحفية بوكالة أنباء الشرق الأوسط، بالمركز الثاني، عن تقرير يرصد قصص نجاح عدداً من المشروعات البيئية في تحقيق الاستدامة، وحصل مهند دياب، مخرج مستقل، على المركز الثالث عن فيلم وثائقي يستعرض دور المجتمع المدني في مواجهة التحديات البيئية.
وفي فئة الشباب، فاز بالمركز الأول زياد عبدالعال، عن عرض ترويجي لاستدامة الموارد، مناصفةً مع سما وائل، وبيشوي ظريف، عن إنتاج مواد توعوية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وكذلك ذهبت جائزة المركز الثاني مناصفةً بين فريق «رواد الطاقة»، عن مشروع يجمع بين طاقة الرياح والطاقة الشمسية، وهبة الله مجدي، عن مشروع بحثي يربط بين الطاقة والغذاء لتحقيق الاستدامة، وفاز بالمركز الثالث أمنية سالم، عن مشروع يستخدم طاقة البحر لتحلية المياه ودعم الزراعة، مناصفةً مع سما سليمان، وآلاء رأفت، عن تصميم بوسترات توعوية عن التغيرات المناخية.
وبالنسبة لفئة الجمعيات الأهلية، فازت جمعية رواد المستقبل، من محافظة الأقصر، بالمركز الأول، عن مشروع لتطوير زراعة القصب باستخدام تقنيات مستدامة، وفازت جمعية صناع الأمل، من محافظة المنيا، بالمركز الثاني، بمبادرة ويل المخلفات الزراعية إلى وقود بديل، وحصلت جمعية الكشافة البحرية المصرية على المركز الثالث، بمشروع لإعادة تدوير المخلفات البلاستيكية وتعزيز الوعي البيئي.